Posts

هابي نيو اير

تخيلو ، بكرة يوم الإستحفال الوطني  مبروك  ٦٨ سنة من الاستحفال علينا ..  أذكر أن جدي الله يرحمه كان يحتفل به وحده دوناً عن باقية الأسرة .. كان يستيقظ فجر يناير البارد ، يصلي بالناس ثم يعود لغرفته ليفتح المذياع على محطة راديو الرابعة بأعلى درجة صاخبة مزعجة تثير سخطي و كان يردد  بعض من الأغاني  و الأناشيد الوطنية  .. كنت أستغربه كثيراً! حقاً ما المثير في تلك الدولة الستة و خمسينية ليفرح بها كل هذا الفرح .. ثمانية و ستون عاماً  من الحظ السئ !  و لظني أن السبب في ذلك  كان حدث رفع العلم .. فعندما رفع علم تلك الدولة تناثرت عن خيوطه بعضٌ من النحس الذي مس أرض البلاد و بعدها لم يعد لها إسم .. و ما عدنا ننتمي لها  أو ربما قص الشريط .. أذكر أن البشير  من كل  عام كان يقص شريطاً أو يفتتح مشروعاً في ذلك اليوم بالتحديد و كان يتباهى بمشاريع و انجازات لا يستفيد منها أحد ! و عند الاتراك يقال أن هذه العادة تجلب الخصومة و العداوة .. و أظن أننا امتلائنا بها و فاضت بها روحنا و جروحنا في الاونة الاخيرة  31_2023 الساعة ١١:٣٨ مساء  Toqa Ali Kh...

إنتظار و شتاء

Image
نحن نقضي معظم حياتنا في الإنتظار ..  قد نمل الإنتظار أحيانا و قد يبدو الأمر شيقاً أحاين آخرى ..  ففي الماضي ، كان الإنتظار يحتل محطات تفكيري بشكل مستمر .. أما تقاطعات الذاكرة المشوشة لا تساعدني على التذكر بشكل جيد ..  و لكني لم أكن أكلف نفسي عناء صناعة الوقت .. فلم تكن نقرات عقارب الساعة تثقل قلبي كما تفعل بي الآن ..  بل كانت ، و لكني آثرت الانحناء أمامها .. و تركت المواعيد تخدعني ..  لم أكن لأنشغل بما قد يحدث في الغد  ، و لكني اليوم أحرم نفسي تلك النعمة ؛ لقد بِت أحارب تقويم الغد ..  بت سجينة الأيام و لحظات ، أبتلع ثوانِ المرح و أستثمر ساعات الحزن .. و أعمل .. أعمل كثيراً .. حتى أهلك و يهلكني شئ ما ، علة ما ، شتاءٌ ما ..  ليالِ الشتاء مختلفة ، سترتعش فيها ذكريات مضت  ،  و سيكتئب فيها الكلام .. و سنكون بحاجة مآسة لكوب من القهوة الدفئ ، فقط لنقاوم تأثير لياليه المشؤومة .. ثم ننام لننعم صباحاً بنسماته اللطيفة ..  و لكنه سيطول .. و سننكمش من شدة البرد و الالم و سنحارب الهموم كثيراً .. و ستعزينا الوحدة  .. ترافقها دموع و أمنيات .. ...

اللانجابية

دخلت مجموعة لللانجابين و كتبت فيها هذه الكلمات :  يقال أن اللانجابية فلسفة تولد من رحم المعاناة و لا يولد بعدها شيئ !  .. كطبيبة و إمرأة إفريقية سوداء ، أستطيع أن أقول أني ذقت و رأيت صنوفاً من العذاب و التمييز العnصري في العائلة و المدرسة و العمل ، و قد كانت اللانجابية إحتماليةً أفكر فيها مذ كنت في السابعة من عمري ..  حيث أن عائلتي مارست علي ابشع أنواع التعذيب بالختان في سن كهذه ، يومها رايت خالاتي يرغمنني على الثبات لرسم الحناء و قد كنت مكبلة - بالمعنى الحرفي - على سريرٍ حديدي في إحدى الغرف المظلمة المنزوية في المنزل ثم بعدها بساعات ، رأيت نفسي مرتدية فستاناً قصيراً قبيحاً ، اسير فيه بسرعة ، تجرني جدتي و يضحك خالي الذي كان يقودنا للطبيب ليفعل فعلته .. كنت أستغرب عدم إعتراض والدتي على كل هذا رغم أنها كانت شاهدة على ما حدث و قد كانت هي أيضاً طبيبة !  كانت تبرر صمتها بأنها فعلت ذلك لمصلحتي و لكي لا يرفضني العرسان فهم لا يتزوجون المراة "الغلفاء" أي الغير مختونة .. و لكنها لم تقم بإرتكاب ذات الخطأ في أختي التي أنجبتها بعد ثلاثة أعوام من ذلك الحدث المشؤوم و حجتها كانت "...

لا تخبر أحداً أنك تقرأ هذا الشئ

الجمعة ٢٦ مايو :    إن كان الجيش يفكر في مصلحة شعبه حقاً لتنازل و لجأ للمفاوضات السلمية و من ثم العزل السياسي للطرف المتمرد .. و لكن قواتنا المسلحة عُرفت منذ الإستقلال المُر بشيم الغدر و تقديم فروض الولاء للقائد لا للشعب ..  لقد باع جيشنا جزء خصباً من اراضينا للغير و أغرق بعضها بأمر الغير ، لقد وافق على إستفتاءٍ لعيـــ . ــــــن ليفصل جزء منا عن وطنه الأم ، فقط لأنه أبصر إختلافنا الديني و العرقي ووجد حلاً يخلصه من المتاعب ، فتم الإستغناء بكل سهولة ! و ها هي الدولة الوليدة تعاني و نحن أيضاً مازلنا نعاني .. 🥀 ولذا اعزائي سنشهد ضياعاً أبدياً لن يشبه سوريا و مصر و العراق و فلسطين و اليمن .. لا..  🤚 ضياعنا سيشبهنا كثيراً ، سيشبه حيرة قراراتنا المصيرية التي نتخذها على عجل ، سيشبه طبيباً يختفي دون أثر،  و نساء تُـــــ ð ــــتصب لأنهن نساء فقط ، و طفلٌ يموت كل فصول العام بلا سبب  ،  و مريضٌ لا يداويه العلاج ...  سيشبه طوابير الخبز و الفول و المصارف و المواصلات ، سيشبه ركوعنا نهاية كل شهر أمام مكتب المدير لحسم أمر الرواتب ، سيشبه اختلال ميزان البائع متقص...

في ذلك المساء تقابلت أعيننا

  في ذلك المساء تقابلت أعيننا   تحرجنا اللقاءات الأولى و ذكرها ، و تخلجنا تلك النظرات المختطفة بين الفينة و الاخرى ..  كنت في رحلة لإكتشاف الذات ، فسجلت في دورة لتغيير المجال الطاقي و صنع المعجزات .. بضع محاضرات كنت أغرق في تفاصيلها كثيراً ، انا و حزبٌ من النساء اليائسات (الآخريات)  ..  كنت أجلس على مقربة منه أتفف تعاسة قدري ،  و قد قررت أن لا بأس إن توقفت عن جذب الفشل و الطاقات المتنافرة إلى حياتي القصيرة  .. قال لي أنه حان الوقت لأستخدم كنزاً مقبوراً تجاهلته لأعوام و أصر علي ان أتصرف في تلك الثروة المهدرة بدلاً من الخوض في نوبات القلق و قضم الأظافر ..   سألته و قد تكالبت علي الحيرة :   " يا كوتش أين ذلك الكنز؟  أنا لا آره .. "    فأشر إلى صدغ جمجمته معللاً بإبتسامة متكلفة :  "هنا ، هذا المكان يحتجز كنزاً أغلى من الياقوت و الألماس!."  تعجبت لقوة الحجة فلا نقاش حيوي قد ينفي قدرة العقل البشري على مجارة النفس و تحسينها .  ثم سمعت إحدى النسوة تكلم نفسها قائلة :" أيمكن أن أتغير بعلوم الطاقة يا ميسم ؟" ...

من أنا

Image
  من أنا ..   أنا عقارب الساعة و قهوة دافئة في موسمٍ شتوي متقاعس.. أنا السفر و التجربة ، أنا وسَطُ المحيط و ظهره، ..  أنا بؤس الوداع و أفراح الإياب.. أنا الذوق الردئ و الشجن الأنيق في أوله ..  أنا العشق في مطلعه و الخيانة في مخدعها..  أنا الممنوع في ماضيه و المخدوع في حاضره .. أنا غبطة البسمة ، و دمعة الحيرة ..  أنا الفاتنة الماجنة ، و القانتة العابدة...  أنا القلب المقطع كمداً ، المأسور المعذب عمداً .. أنا طواف الإفاضة و سعي السعادة .. أنا الوهم المضلل و القئ الدموي بطعمه الفاجع ..   أنا وحش الخزانة ، و حورية الخرافة .. أنا دق الطبول ، و حرب معلنة ..  من أنا ..   أنا عقارب الساعة و قهوة دافئة في موسمٍ شتوي متقاعس. . تقى خليفة ~