في ذلك المساء تقابلت أعيننا

  في ذلك المساء تقابلت أعيننا

 

تحرجنا اللقاءات الأولى و ذكرها ، و تخلجنا تلك النظرات المختطفة بين الفينة و الاخرى ..  كنت في رحلة لإكتشاف الذات ، فسجلت في دورة لتغيير المجال الطاقي و صنع المعجزات .. بضع محاضرات

كنت أغرق في تفاصيلها كثيراً ، انا و حزبٌ من النساء اليائسات (الآخريات)  ..  كنت أجلس على مقربة منه أتفف تعاسة قدري ،  و قد قررت أن لا بأس إن توقفت عن جذب الفشل و الطاقات المتنافرة إلى حياتي القصيرة  .. قال لي أنه حان الوقت لأستخدم كنزاً مقبوراً تجاهلته لأعوام و أصر علي ان أتصرف في تلك الثروة المهدرة بدلاً من الخوض في نوبات القلق و قضم الأظافر ..   سألته و قد تكالبت علي الحيرة :   " يا كوتش أين ذلك الكنز؟  أنا لا آره .. "    فأشر إلى صدغ جمجمته معللاً بإبتسامة متكلفة :  "هنا ، هذا المكان يحتجز كنزاً أغلى من الياقوت و الألماس!."  تعجبت لقوة الحجة فلا نقاش حيوي قد ينفي قدرة العقل البشري على مجارة النفس و تحسينها .  ثم سمعت إحدى النسوة تكلم نفسها قائلة :" أيمكن أن أتغير بعلوم الطاقة يا ميسم ؟" فهززت لها رأسي مؤيدة ، ثم تعالت أصوات التصفيق و التصديق ..   و بعد نهاية المحاضرة إصطحبني لنشرب الشاي في إحدى الحدائق.  و بينما كنا نبحث عن كرسي المحاذية لألعاب الاطفال ،   صادفه الباعة الجوالة و  إبتاع منهم  كيسان من المناجو الحامض المنقوع في صلصلة شعبية يميزها الفول السوداني الممتزج برشة من الفلفل الحار . و بات يقلبها ليخلط مكوناته ،ثم ناولني حظي من المانجو و أمضينا نقضمه بينما تسلعنا حرارة الفلفل الهندي.  أخبري و هو يلتقم حصته بنهم :" لقد كنت رائعة ..."  وافقته الرأي ببراءتي :" أعلم ذلك ، و لكننا تمدينا قليلاً هذه المرة ، إن ما نفعله  صار خداعاً بالحرف و المعنى .. "٠ ارتفعت نبرة صوته قليلا و هو يقول : " لا غير صحيح ، لقد فعلنا ما يجب علينا فعله .." توقف ليلتهم آخر قطع المانجو ثم أردف قائلا:" إننا نضع الأمل في قلوبهم .."  فقاطعته بجدية قائلة :"  و نضع أموالهم في جيوبنا .. "   حدجني بنظرة دامت لثوانٍ قبل أن يضرب فخذيه و يرسل ضحكة عالية معدية هربنا فيها للحظات من مواجهة الحقيقة الموجعة ...  لازلت لا أؤمن  بمعجزات الطاقة ، و ما نظرية الطاقة تلك الا صورٌ ذهنية مضحكة في مخيلتي  .. 

  ~ تقى خليفة

Comments

Popular posts from this blog

من أنا

إنتظار و شتاء

اللانجابية